الخميس، 19 مايو 2011

هل فعلاً أمريكا قتلت بن لادن؟

 بقلم   أحمد الخطيب

لم أصدق الرواية الأمريكية فى عملية مقتل أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة.. كما لم أصدق التنابز والتشاجر الحاصلين بين أمريكا وباكستان على أصل «الرواية»، ولكن الاختلاف على ما قاله لى بعض المصادر من أن أمريكا خانت الاتفاق مع باكستان حول «إخراج» الرواية.. وليس الرواية نفسها.
ذلك أن التصديق الخالص بأن أمريكا علمت بمكان بن لادن «الأمنى» الذى لم يكن وسط الكهوف والتلال، ثم ذهبت لتقتله، لا يقبله العقل ولا المنطق.. لأن أمريكا نسبت كل جرائم العالم فى العشرين عاماً الماضية إلى أسامة بن لادن وتنظيمه..
 وفى علم الاستخبارات والمعلومات لا يعقل أن يكون لديك زعيم لتنظيم بهذا الحجم وتعلم بوجوده ثم تذهب لتقتله، لكن المنطق والعقل يقول إن القبض عليه واستجوابه والحصول على معلومات منه هو الأصل والأهم، ودعنى أحيلك إلى عمل ضباط المباحث الجنائية عندما يلقون القبض على مسجل خطر مثلاً.. يقوم الضباط بالضغط عليه وتعذيبه وتهديده للاعتراف بكل الجرائم التى ارتكبها.. فتكون النتيجة أن هذا المسجل يعترف بجرائم تكون المباحث قد سجلتها فى السابق ضد مجهول.. أو أنها فبركت متهماً لها.
إذا كان ذلك يحدث مع المطلوب الجنائى.. فما بالك بمن هو متهم بعمليات تفجير وقتل عالمية لها طابع استخباراتى؟!
إذن القول بأن أمريكا ذهبت لقتل بن لادن بعد أن علمت بمكان وجوده «الآمن» لا يتفق مع علم المخابرات والمنطق.
لكن الحاصل - وبحسب بعض المعلومات غير الموثقة - أن أمريكا ألقت القبض على بن لادن أوائل شهر يناير الماضى، وقامت باستجوابه فى إحدى القواعد العسكرية التابعة لها فى أفغانستان على مدار ثلاثة أشهر وبعلم المخابرات الباكستانية.. وأرادت أمريكا تبرير كل عمليات القتل التى قامت بها فى باكستان من خلال العمليات المكثفة للطيران الحربى الأمريكى من خلال الإعلان عن وجود بن لادن فى باكستان.. وفى الوقت نفسه أرادت أن تقول إن بن لادن لم يستطع العيش فى أفغانستان بسبب التواجد الأمريكى وإدارة أمريكا لشؤون أفغانستان الأمنية.
أما الخلاف بين أمريكا وباكستان فيعبر عنه المثل العربى الشهير «لقى جزاء سنمار».. ذلك أن باكستان فعلت لأمريكا كل شىء من أجل شىء واحد فقط، هو ألا تقول أمريكا عليها إنها راعية لتنظيم القاعدة والإرهاب.. فأتاحت لها سماءها وأرضها وبحرها بالمخالفة للقانون الدولى والأعراف الدولية.. وكانت أمريكا تقوم بعمليات حربية داخل الأراضى الباكستانية دون علم السلطات الباكستانية فى كثير من الأحيان.. وكم قتلت أمريكا من المدنيين فى باكستان فى عمليات حربية بشعة ثم تخرج علينا لتقول إن هؤلاء كانوا بجوار أحد قادة تنظيم القاعدة، وأن.. وأن..
على أى حال.. سواء كانت أمريكا قد ألقت القبض على بن لادن ثم قتلته، أو أنها قتلته مباشرة، فإنها مطالبة الآن بأن ترحل عن أفغانستان لأنها احتلت هذا البلد المسلم، وقتلت وروعت مئات الآلاف من أبنائه مقابل ثلاثة آلاف كانوا قد قتلوا فى تفجير البرجين بأحداث سبتمبر الشهيرة، كما أنه مطلوب منها أن ترحمنا من قصة تنظيم القاعدة التى صدعت بها رؤوسنا وعلقت عليها كل جرائم العالم، وأن تبحث عن شماعة أخرى للجرائم القادمة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق