الأربعاء، 18 مايو 2011

لماذا زكريا عزمي ؟!


لماذا زكريا عزمي ؟!

حيثيات الحكم الصادر بالأمس بإخلاء سبيل الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق بكفالة 200 ألف جنيه كان من ضمنها " بناء علي أن إقرارات الذمة المالية الخاصة به مدون بها كل الأموال والعقارات التي يمتلكها، وأنه كان يحصل على مكافآت وهدايا من رؤساء الدول وملوكها وهي الأمور التي لا تندرج تحت بند الكسب غير المشروع " .
كتبت : عزيزة أبو بكر

وقد حدد المستشار السيد عبدالعزيز عمر رئيس محكمة استئناف القاهرة جلسة غداً أمام محكمة جنايات شمال القاهرة لنظر الطعن المقدم من جهاز الكسب غير المشروع على حكم جنح مستأنف مدينة نصر بإخلاء سبيل زكريا عزمي ، كما أكد مصدر أمنى بقطاع السجون بأن زكريا عزمى سيظل بمحبسه بسجن طره حتى نظر الطعن المقدم من النيابة العامة .
وقبل الحكم فى طعن النيابة .. لابد أن نعود لحكم الإفراج والذى راعى " كبر سن المتهم - 72 عاما - فضلا عن مرضه وتناوله لأدوية متعددة لأمراض مختلفة،الأمر الذي يتطلب وضعه عن تحت الرعاية الطبية الخاصة " .. كما استندت المحكمة إلى نص المادة 201 من قانون الإجراءات الجنائية والتي تنص على أنه يحق للقاضي إخلاء سبيل المتهم على ذمة التحقيقات التي تجرى معه مادامت قد اتخذت التدابير والإجراءات اللازمة لعدم هروبه خارج البلاد أو أن وجوده خارج محبسه لن يؤثر على أدلة القضية التي تجرى بشأنها التحقيقات.
لكن .. معظم الموجودين فى سجن طرة أيضاً يعانوا من أمراض عديدة ، فلماذا زكريا عزمي ؟! ييقول الدكتور شوقي السيد أستاذ القانون الدستوري : كما للمحقق السلطة في حبس المتهم ..له أيضا السلطة في الإفراج عنه ، ولا يجوز للرأي العام أن يتدخل في أحكام أو قرارات اتخذها محققون ، فهذا امتهان للعدالة وتعترض على سيادة القانون ، واعتقد أن ما يحدث الآن سواء من ضغوط أو التهديد بمليونيات اعتراضا علي هذه القرارات فيه تجاوز كبير وسيدخلنا في أزمة ، ومع احترامي الشديد للثورة ومبادئها وحق الشعب في أن يتابع التحقيقات .. لكن هذا لا يعني علي الإطلاق التدخل أو الاعتراض علي قرارات المحققين لان ملف فساد رموز النظام قد أحاله المجلس العسكري للقضاء المصري النزيه ولجهات التحقيقات المعهود عنها الثقة ، ولذلك يجب علينا جميعا احترام ما يتوصلون إليه لان قراراتهم جميعا مستندة لقوانين وبنود دستورية ، وتحديدا في حالة الدكتور زكريا عزمي فالإجراءات سليمة 100% ورداً علي سؤالنا حول أن فكرة الإفراج عن زكريا عزمي جاءت بناء علي كبر سنه ، وعلي إنه مريض ويتناول أدوية كثيرة .
وهناك مئات الحالات ممن ينطبق عليهم نفس الوضع واشهرهم كان أيمن نور الذي حاول مرراً أن يحصل علي الإفراج الصحي لأنه يعاني من سكر وضغط وقلب ولكن عاني كثيراً ..وعن ذلك يقول د. شوقى السيد : التشريع موجود وكون أن قاضي يأخذ به أو لا يأخذ به فهذا شيء آخر ولا يعني أن أحدهما أخطأ لان كل حالة لها ظروفها ، وكون القاضي تحركت مشاعره تجاه متهم وعفي عنه بناء علي مادة في القانون تسمح بذلك وهو ما لم يحدث مع قاضي أخر فهي مسألة منطقية جدا ، ولابد أن يتأكد الجميع أن الشعب المصري كله سواء أمام القانون ، الشيء الوحيد الذي التمس فيه العذر لمن اعترضوا علي قرار الإفراج عن زكريا عزمي أن هناك تناقضاً كبيراً بين التقارير الرقابية التي تنشر ويعلن عنها في الإعلام حول ثروات مهولة واتهامات كبيرة ..وفجأة نكتشف أن التحقيقات أكدت براءة المتهم والإفراج عنه ، هذا التناقض الكبير يحدث صدمه عند الناس ، وأتمني إلا يتسرع المسئولون عن الإعلام في نشر التقارير التي قد تكون " عشوائية " أو " إنتقامية " وحتي لا يصدم الناس بعد ذلك بقرارات الإفراج ، والناس تحسد زكريا عزمي علي الإفراج عنه ويتخوفون ان يتكرر هذا مع الباقين وهو وارد أن يحدث مع من تتشابه ظروفه مع نفس الظروف .. ولكن بناء علي تصريحات المحبوسين أنفسهم في طرة فإن " الداخل " أفضل من " الخارج " !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق