الجمعة، 6 مايو 2011

أحد أبناء بن لادن يروي ذكرياته..لم يكن يسمح بالالعاب والأدوية الحديثة وأي تجهيزات عصرية يعاقب أبنائه للضحك و يرسلهم للسير المرهق في الصحارى



أحد أبناء بن لادن يروي ذكرياته..لم يكن يسمح بالالعاب والأدوية الحديثة وأي تجهيزات عصرية يعاقب أبنائه للضحك و يرسلهم للسير المرهق في الصحارى
نشرت مجلة "تايم" الأميركية مقالاً تحدث عن نشأة عمر بن لادن، وهو رابع أكبر أبناء زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذين يقال إنهم يبلغون 20 ابناً، وتقول المجلة الأميركية إن إدراك عمر أن والده كان العقل المدبر للإرهاب وكان يخطط لمؤامرات دولية يمكن أن تؤدي إلى إزهاق أرواح الآلاف من الأبرياء جاءه تدريجياً.ومن الطبيعي انه كانت هناك دلائل تحذير، فطفولة عمر اتسمت بالضرب المنتظم والتدريب على التغلب على مصاعب الحياة، وبتنامي أفراد جيش من المسلحين الذين كانوا يطلقون لقب "الأمير" على والده، والملا الأفغاني الذي وهب والده احد جبال تورا بورا بأكمله.
وقد تبين لعمر – الذي يبلغ اليوم 28 عاماً – وهو يستعيد ذكرياته في كتاب كتبه بالمشاركة مع والدته، أن من الصعوبة بمكان التعلل بالآمال في أن يدير رجل تسبب في مقتل الكثيرين ظهره للعنف ويستعيد صفة الأب العادي. وقد فر الشاب بن لادن من أفغانستان بعد أن أدرك تماماً أن أسامة كان يخطط لهجوم جماعي على الولايات المتحدة، لكنه لا يزال يجد صعوبة في قبول أن والده كان مسؤولاً عن أحداث الحادي عشر من أيلول إلا بعد مرور عدة أشهر عندما سمع صوتاً يعرفه مسجلاً على شريط يدعي الفضل في الهجمات. كتب عمر أن "تلك كانت اللحظة التي أزاحت الحلم الذي كان يتفاعل في نفسي، على أمل بان يكون العالم مخطئاً، وان والدي لم يكن الذي تسبب في أحداث ذلك اليوم الرهيب. وقد دفعتني هذه المعرفة إلى السقوط في هوة هي الأكثر سواداً". وفي أول كتاب عن أسامة بن لادن يؤلف بمساعدة احد أفراد عائلة بن لادن تحت عنوان "النمو تحت اسم بن لادن – زوجة وابن أسامة يدخلان بنا إلى عمق عالمهما السري"، وهو كتاب قيم، وان كان ضمن حدود معينة، ويعطي لمحات على الحياة الشخصية لأكثر المطلوبين في العالم. ويرسم الكتاب الذي يشتمل على ذكريات عمر ووالدته نجوى بن لادن (أولى زوجات أسامة الخمس المعروفات) وبمساعدة الكاتبة الأميركية جين ساسون، صورة لأسامة كشخصية عملاقة أوحى حضوره بولاء قوي، وكشخصية لها سلطة مطلقة. فقد قال لأبنائه عندما تذمروا من نوع الحياة التي يعيشونها في مخيمات القاعدة "عليكم يا أبنائي أن تتجاوبوا مع تفكيري في كل عضو من أعضائكم كما لو كان دماغي في رؤوسكم". إلا أن أسامة الأب بقي لغزا بالنسبة لابنه ولمكتب الاستخبارات الفيدرالي الأميركي –تسيطر عليه فكرة الجهاد بحيث انه ما كان يجد وقتا للعناية بأطفاله، فكان في منآى عنهم لكي يبدو مثل شخص ذي سطوة.إلا أن ذكريات عمر –التي تمثل أساس الكتاب –تحمل حكاية غريبة ومثيرة تروى عن شاب ترعرع على أيدي والده ليقود عصبة إرهابية عالمية وان كان بدلاً من ذلك قد اختار أن يحصل على عمل وان يبدأ عائلة وان يلعب مع الحيوانات. وإذا كان الكتاب يعاني من بعض هفوات الترجمة، فان حكاية عائلة بن لادن تجد مكاناً أثيراً على الفور.كانت طفولة عمر مثيرة ومسيئة. فرغم أن العائلة تعيش في بيت منيف في مدينة جدة في السعودية وتملك مزرعة فيها أحصنة في الصحراء، فان والدهم ما كان يسمح لهم بان تكون لديهم العاب، أو أن يستخدموا الأدوية الحديثة أو أي تجهيزات عصرية اللهم إلا المصابيح الكهربائية والسيارات والأسلحة.ورغم أن أسامة كان يعاقب أبنائه للضحك أو الابتسام أو يرسلهم للسير المرهق في الصحارى من غير مياه، فان عمر وأشقاءه كانوا يعزون أنفسهم بأنهم أبناء الرجل الذي تمكن من هزيمة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، البطل في العالم الإسلام والغرب."عندما كنت صبياً يافعاً، كنت أقدس والدي وكنت اعتقد انه أكثر الناس ذكاء وأطول رجل في العالم.وكنت أريد الذهاب إلى أفغانستان لألتقي برجل أطول من والدي.لكن الحقيقة هي انه لم يكن علي الذهاب إلى أفغانستان لأعرف والدي على حقيقته".إلا أن الكابوس تحلل بعد أن عاقبت الحكومة السعودية أسامة وطردته من المملكة لقيامه بالتظاهر ضد قرار الرياض السماح للجنود الأميركيين بان يطأوا ارض السعودية للإطاحة بصدام حسين حين غزا الكويت.ولاحظ عمر من منزل العائلة في السودان انه فيما كان أسامة يتآمر للقيام بانقلاب على العائلة الملكية السعودية والحكومة الأميركية، وصل بعض الخطرين الجدد الى الجيرة في الخرطوم ومن بينهم أيمن الظاهري، وهو زعيم حركة إسلامية مصرية أصبح فيما بعد الرجل الثاني في تنظيم القاعدة بعد أسامة بن لادن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق