الاثنين، 9 مايو 2011

من يفجر الطائفية؟مفاجئة

 

 

هبة ربيع - لم تمر 24 ساعة على انتهاء أزمة المواطنة المصرية كاميليا شحاتة إلا واندلعت أزمة جديدة لقصة مشابهه بطلتها عبير هذه المرة ، وإن كانت أزمة كاميليا انتهت

بإعلانها على شاشة إحدى المحطات الفضائية أنها مسيحية؛ فإن أزمة عبير لم يخمدها بعد مقتل 12 مصريا وإصابة 230 وإحالة 190 شخصاً للمحاكمة العسكرية، فضلاً عن فرض حظر التجول على منطقة إمبابة.

بدأت قصة الاشتباكات بين المسلمين والمسيحين في إمبابة بأن "حاول عشرات المسلمين اقتحام كنيسة مار مينا – كما يقول مصدر أمني - بعد مزاعم عن نقل امرأة مسيحية اعتنقت الإسلام الى الكنيسة" ، لكن هل تجمع عشرات المسلمين أمام كنيسة يؤدي إلى مقتل وإصابة العشرات؟ ، سؤال حاول كثير من المصريين إجابته على الشبكات الاجتماعية.

انقسم المصريون في إدانتهم ما بين اتهام السلفيين، وبين إلقاء تهمة إشعال نار الفتنة على فلول النظام أو مؤامرة خارجية متضررة من النشاط الخارجي لمصر الذي رعى المصالحة الفلطسينية وأقام علاقات جيدة بدول حوض النيل، وأقنع أثيوبيا بالتراجع عن بناء السد.

ورغم جسامة الحدث فالمصريون كالعادة يبتسمون ويسخرون ، ويلخص مينا ناجي MinaNaguib90 ما حدث : " بيقولك مره ناس راحوا ينقذوا واحده .. قتلوا 11" ، بينما تحكي إيفون نبيل ما حدث بكلمات أخرى": السلفيين ماسكين ورده وبيقطعوا فيها.... نضربهم علشان كاميليا ولا علشان عبير .. نحرقهم علشان مديحة ولا علشان سهير... نقتلهم علشان سوسن ولا علشان هدير..الاجابه : ولعت".

الفلول

أصحاب نظرية المؤامرة اعتبروا نظام مبارك مسؤول بشكل مباشر أوغير مباشر عما حدث فكما تبرر منى ناجي HopefulMona "مبارك هو اللي ربى التفكير المتطرف عشان فرق تسد، مبارك وكلابه هم المستفيدين من كل اللي بيحصل. أنا أو الفوضى. يا رب مصر"، إذا كان البعض اتهم النظام السابق بشكل عام فإن البعض وجه اتهاماته لجهاز أمن الدولة المنحل بشكل خاص أو كما تقول مها علي maha5ali "الظاهر أن أمن الدولة لسه بيشوف شغله وبصراحه بيشتغل بذمة" ، لم يمنع حل جهاز أمن الدولة من أن يرى المصريون في جاهز الأمن الوطني وريث تركته في إدارة ملف النزاعات الطائفية وإثارة الفتنة فكما يقول sudokum "بصراحه فيه علامة استفهام علي حكاية الأمن الوطني ده"، وسواء كان المسؤول في نظر البعض أمن الدولة أو نظام مبارك فإن الأمر يلخصه محمد فتحيMillion_Masry في أنها "الثورة المضادة ووزير الداخلية بيتفرج والأربعين حرامي كلهم في اجتماعات كل يوم في طره".

ثقافة قبول الآخر

في المقابل هناك من يرى أن المسئول ليس الفلول أو مؤامرة خارجية، متهما المصريين أنفسهم الذين "لا يستطيعون تقبل الآخر" كما يقول رفعت iRafla "مبارك مالوش دعوة دي قضية شعب مش عارف يقبل المختلف معاه في الفكر" ، وتتفق معه egpod "وكأنكم مصدومين .. وكأنكم ترون البلد لأول مرة .. كفاية إنكار".

المطالبة بالمصارحة والإقرار بتشارك المسلمين والمسيحين معاً في المسؤولية وجدت صدى لدى الكثيرين؛ كما تقول Fantosh "الموضوع المرة دي مختلف تمام عن كل مرة، الطرفين فيه غلطانين، وإن كان البعض عاوز يصوره كإنه غلط وتخلف من المسلمين فقط وده منتهى الكذب، ويرد عليها مينا عزمي MinaAzmy " الوضع من البداية كان سلسلة من الأخطاء والكنيسة هى من وضعت نفسها فى موضع اتهام وكان لابد من تبرئة نفسها بذهابها للنيابة" ، بتعبير أدق ليست مسؤولية مسلمين أو مسيحيين إنما كما تقول مها عليmaha5ali "من يحرك السلفيين والمسيحيين المتعصبيين هو الأكثر خطورة " ، أو بتعبير محمد كمال mohamedkamal_44 "العصبية + إدعاء التدين +العنف = الجحيم" .

المشاركة في المسئولية

تحديد السبب يسهل اقتراح الحلول فكما يقول وائل غنيم Ghonim" الفتنة الطائفية في مصر حلها الوحيد هو سيادة القانون وتطبيق العدالة على الجميع بدون استثناء. المعالجة الأمنية والإعلامية ثبت فشلهم" ، المطالبة بسيادة القانون وليست الحلول الطائفية والعرفية كانت الاتجاه السائد في مطالبات الكثير من المصريين يقول محمد كمال حشمت Heshmatman " فى مصر بس: اتنين من نفس الديانة اتخنقوا بيروحو المحكمة ،ولواتنين مختلفين الديانة اتخنقو بنوديلهم محمد حسان وحجازى" ، ويتفق معه هاني إسحق hanyissac " كل مرة بتتلم بجلسات حل عرفية وغالبا دى صلاحيتها إنتهت. المرة دى لازم تتحل بتقديم المسؤولين الحقيقيين للمحاكمة .كده تتلم صح".

وعلى الفيس بوك يعلق أحمد سمير " اللى كانوا عند الكنيسة يتمسكوا ويتحاكموا ..بس كده ..لكن هسس (الرعب من) السلفيين جايين .. الحقوا السلفيين .. هو خطاب كراهية تجاه كل من هو ملتحي وبجلباب"، ويقول أبو جهاد المصري على منتديات شبوة على ياهو مكتوب "حدث وأن خرج مجموعة من السلفيين لحصار كنيسة في منطقة إمبابة، وذلك بدعوي وجود فتاة مسلمة بداخلها، وأيا كانت درجة صحة هذا الخبر فلابد من محاسبة من تسبب في حصار االكنيسة وإطلاق النار سواءا كانوا من المتظاهرين السلفيين أو من أطلق النار من كلا الطرفين، هناك قانون لابد وأن يسري علي الجميع واللجوء لشريعة الغاب ليس من الإسلام".

صوم وصلاة محبة

في محاولة لمواجهة سوء الحادثة انتشرت على موقع الفيس بوك دعوات لتضميد جراح الفتنة بالصلاة والصوم، في مجموعة (أحداث أمبابة وأحوال بلدنا) دعوة لصيام يوم الإثنين والدعاء لمصر أن يحميها الله من كل الشرور، وفي جروب (صلاة خاصة من كل قبطى إلى أحداث امبابة) دعوة للصلاة من الساعة 09:30 مساءً‏ - إلى الساعة 12:30 صباحاً‏ ، كما تم إنشاء عدد من الصفحات لتأبين شهداء كنيسة مارمينا إمبابة والتي يتزايد عدد أعضائها من المسيحين والمسلمين على مدار اليوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق