الأحد، 8 مايو 2011

بالأسماء : ضحاياه .. في جمهورية الخوف !

بالأسماء : ضحاياه .. في جمهورية الخوف !

بالتأكيد ملايين المصريين كانوا من ضحايا النظام السابق بالنظر إلي السياسات الخاطئة وبحيرة الفساد التي كنا نعيش فيها .. لكن هناك أيضا ضحايا للرئيس السابق استهدفهم بالاسم لأسباب كثيرة كان أفراد الجماعات الإسلامية وبعض رؤساء الأحزاب ورجال الأعمال في مقدمتهم ..
كتب : محمد فتحي

  ووصولا إلي عشرات الشهداء خلال أحداث ثورة 25 يناير .  عن تحول مبارك في علاقته مع حقوق الإنسان ووقوع ضحايا له علي مدار سنوات حكمه يحدثنا حافظ أبو سعدة - عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان سابقا ورئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان في هذا الحوار ...

هل أصبح للرئيس مبارك ضحايا منذ بداية عهده في الثمانينات؟
نستطيع أن نقول أنه حدث لمبارك تحول منهجي في علاقته مع حقوق الإنسان   ففي بداية عهده لم تكن الأمور بهذا الشكل بل علي العكس كانت هناك انفراجة في بدايته وكان شخصية مختلفة ويريد أن يحمي البلد والشعب وألتقي بالقوي السياسية والمعارضين وفي سنة 1983 عمل حوارا وطنيا وفي انتخابات 1984 كان فيه 130 عضوا من المعارضة عندما كانت الانتخابات بالقوائم وبعدها كان فيه 70 عضوا من الأحزاب والمستقلين فكانت الأمور أهدأ وخصوصا أننا كنا في بداية عهده وفي نفس الوقت خرجنا للتو من مرحلة صعبة .
ولكن متي بدأ التحول يحدث في علاقته بحقوق الإنسان ويظهر له ضحايا؟
هناك مرحلتان لهذا التحول فالتغيير الأول بدأ مع العقد الثاني في حكمه منذ عام 1990 باختلاق قضية الإرهاب ففي سنة 1991 كان من المفترض أن تنتهي فترة حكمه الثانية وكان قد تعهد بعدم   ترشيح نفسه مرة أخري ولكن يبدو أنه جاء في ذهن الأمن فكرة الإرهاب هذه التي لها فائدتان .. الأولي هي تقليص مناخ الديمقراطية الذي كان يحاول مبارك في البداية أن يقدمه وفي نفس الوقت تثبيته واستمراره لأن وجود الرئيس ضرورة لمواجهة الإرهاب فقتلوا ماجد العطيفي في ميدان الإسعاف وهذا كان بداية وقوع ضحايا لمبارك وهو أحد قيادات الجماعة الإسلامية وتم ضربه بالرصاص سنة 1990  وفي نفس العام اغتالوا المتحدث الرسمي باسم الجماعات الإسلامية علاء محيي الدين وكل هذا استفز الجماعات وبالتالي دخلنا في دائرة عنف وعنف مضاد وهذا كان مبررا لكي يرشح مبارك نفسه مرة أخري لمواجهة الإرهاب وأن يقلص من الحريات ويعمل إقصاء للمعارضة من أجل الإرهاب ويقدم أوراق اعتماده أمام المجتمع الدولي علي أساس أنه يواجه الإرهاب فكل ذلك أدي إلي التحول ليقلص من مساحات الحرية ويزيد من نفوذ الأمن ونفوذ المخابرات وأصبحت وزارة الداخلية وأمن الدولة يلعبان دورين .. الدور الأمني القمعي الاستبدادي والدور السياسي ويلعبانه من وراء الحزب الوطني وبالطبع الاستمرار في السلطة هو أحد أسباب ذلك ..
أما التحول الثاني والذي كان أكثر قسوة وعنفا فبدأ منذ عام 2000 وذلك مع طرح مشروع التوريث لدرجة أن الحرب أصبحت داخل النظام السياسي نفسه فعمل مبارك علي إقصاء القيادات التي من الممكن أن تكون مرشحة لرئاسة الجمهورية أو تتولي القيادة بعده وذلك لصالح جمال مبارك بعد إقصاء المعارضة أو أي حزب أو قيادة تستطيع أن تنافس نجد مثلا أيمن نور أصبحت لديه قضية تزوير ونعمان جمعة تم اجباره علي ترك الحزب وقام بعملية اغتيال معنوي لأي رمز مثلما حدث مع البرادعي والذي قالوا عنه إنه حليف للأمريكان ولذلك زادت المسألة منذ سنة 2000 وزاد عدد الضحايا والأمور أصبحت أكثر عنفا وقمعا واستبدادا .
ومن هم ضحايا مبارك علي مدار 30 عاما هي مدة حكمه؟
كثيرون وأستطيع أن أقول إن حركة حقوق الإنسان من هؤلاء الضحايا وأيضا الحركات الإسلامية والإخوان المسلمين والحركات السياسية الحديثة وأصحاب الرأي والصحافة والمعارضة وكل الفئات أضيرت من مبارك   وضحايا العبارة وحرائق القطارات يعتبرون من ضحاياه لأنه لم يكن مهتما بكل السلبيات الموجودة في البلد والفقراء في مصر والذين نتجوا عن إساءة توزيع الثروة وسياسات اقتصادية منحازة أدت إلي أن 40% من الشعب المصري تحت خط الفقر فهؤلاء من ضحايا مبارك والانتهاكات الجسيمة وأهل سيناء أضيروا منه بسبب سياسته فالشعب كله كان وصل إلي أنه أصبح بأكمله من ضحاياه وخصوصا بسبب السياسات الاقتصادية السيئة لدرجة أن الناس أصبحت تأكل من الزبالة فهو كان يعيش في برج عاجي   بعيدا عن الناس ولا يعلم ما يحدث في الشارع فالكهرباء والمياه تم رفع أسعارهما 100%  والمواصلات والاتصالات والدروس الخصوصية واللحمة أصبحت بـ 70 جنيها والمرتبات قليلة والأسعار عالية وعندما نتحدث يقول لنا هذه هي الأسعار العالمية ولكن لماذا لا يقدم مرتبات عالمية أيضا   ولذلك بدأنا نجد الاحتجاجات أمام مجلس الشعب والعمال مثل عمال المحلة وحلوان وكل الفئات أصبحت تطالب بحقوقها لأنه لم يترك أحدا في حاله وحتي من كان في بيته فرض عليه ضرائب عقارية فلم يسلم أحد من أفراد الشعب المصري من أذي مبارك وأصبح الشعب بأكمله ضحية لحسني مبارك .
ولو تحدثنا عن أفراد كانوا ضحايا له .. فماذا تقول؟
شخصيات كثيرة جدا بداية من الفريق سعد الدين الشاذلي الذي ألف كتابا ونشر فيه تصريحات لم تعجب مبارك   وبجانب ذلك يوجد ضحايا آخرون مثل مجدي أحمد حسين وهو رئيس تحرير جريدة الشعب ورئيس حزب العمل حيث تم حبسه وإغلاق حزب العمل وأغلقت جريدة الشعب وحصل علي أحكام كثيرة ودخل السجن أكثر من مرة بسبب حديثه عن مبارك وعادل حسين المفكر الاقتصادي ونائب رئيس حزب العمل نفس الشيء بجانب أيضا حلمي مراد والذي كان وزيرا للتعليم في عهد جمال عبد الناصر وتم حبسه عندما كتب كتابا قال فيه لا لمبارك وكان في الثمانين من عمره وهو واحد من القيادات الوطنية في مصر والأستاذ عبد العظيم مناف رئيس تحرير جريدة الموقف العربي وأحد نخب المثقفين في مصر وتم القبض عليه وحبسه أيضا بسبب معارضته لسياسة مبارك و عبد الحليم قنديل والذي خطف ونزعت عنه ملابسه وألقي في الصحراء ورضا هلال الذي اختفي تماما وحمدين صباحي الذي أعتقل وكان فيه محاولة اغتيال أكثر من مرة له ومحمد عبد القدوس والذي تم سحله قبل الثورة وسعد الدين إبراهيم وأيمن نور وأنا شخصيا تم تحويلي للمحكمة وتعرضت للنفي بسبب كلامي عن أحداث الكشح   وهناك مواطن من بورسعيد قتلوه وقالوا أنه إرهابي ولكنه كان يقدم شكوي له أثناء مسيرة في بورسعيد في التسعينات فالأسماء كثيرة وهناك ضحايا علي مدار عهده بالكامل فكانت علاقته بحقوق الإنسان ضعيفة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق