الاثنين، 9 مايو 2011

بالصور .. معركة سكان بولاق مع المسيحيين بشارع الجلاء !

بالصور .. معركة سكان بولاق مع المسيحيين بشارع الجلاء !

المشهد يعيد إلى الذاكرة ما حدث في موقعة الجمل، مع اختلاف المسميات، على الجهة يمنى يقف محمد ومحمود ومعهم عدد من المسلمين وعلى الجهة المقابلة يقف جورج وبطرس، والزجاجات والحجارة تتطاير من كلا المعسكرين، لا تعرف شيئا غير لغة الدم التي ملأت شارع الجلاء ومنطقة ماسبيرو والشوارع المجاورة.
كتب : حواش منتصر ـ محمد المراكبي ـ محمد فتحي
تصوير : محمود شعبان
مئات من المسيحيين ومعهم عدد كبير من شباب إئتلاف الثورة يتوجهون بمظاهرة من أمام القضاء العالي سيرا على الأقدام متوجهين إلى ماسبيرو، بعد تخطيهم شارع رمسيس ودخولهم شارع الجلاء بجوار عمارة ماسبيرو تحدث الكارثة، المشهد لا يحتاج إلا كلام، الصورة أقوى تعبيرا من أي كلمات تقال، دماء المصريين تسيل بأيديهم، بمجرد دخول المظاهرة لشارع الجلاء حدثت مشادات ومشاحنات بين عدد من المسلمين من سكان بولاق أبو العلا وبين المتظاهرين المسيحيين الروايات كثيرة ومتضاربة وأحيانا غير مفهومة من أصحابها، هناك من يقول أن أبناء بولاق هم من احتكوا بالمتظاهرين نتيجة هتافاتهم المعادية للإسلام، وهناك من يؤكد أنهم احتكوا بهم بدون اي سبب، وهناك روايات تقول أن المسيحيين هم من استفزوا المسلمين في الشارع، لكن الحقيقة حتى الآن لا يعرفها أحد.
الحقيقة أن الحياة توقفت تماما في شوارع وسط البلد وشلت حركة المرور وسادت حالة من الهرج وتم تكسير عدد من السيارات والمحلات، الحقيقة الأهم هو إصابة 50 شخصا من الطرفين، حسبما قال رجال الإسعاف الذين تواجدو في المكان وإن كانت معظمها ليست إصابات خطيرة إلا أن المعركة كانت أشبه بموقعة حربية المئات من الطرفين تراشقوا بالحجارة والزجاجات لمدة ساعة ونصف، وكانت الطامة الكبرى عندما يقع أحد الأفراد في يد مجموعة من الطرف الآخر، هذا المشهد تكرر كثيرا، ورغم بشاعة الموقف الذي لا يمكن وصفه إلا أنه في وسط هذا الكم من العداء والتشاحن كانت هناك بارقة أمل على أن مصر لم تحترق كلها وما زال هناك من يحاول إخماد النيران التي تشتعل بدون مبرر ودون داع، فقد وقف عدد كبير من المسلمين والمسيحيين بين المتظاهرين ورفعوا أيديهم بالسلام، ورفعوا شعار "كلنا مصريين .. كلنا إيد واحدة" إلا أن النار كانت أقوى من محاولات التهدئة، حتى وصلت المعركة لقمة غشتعالها بإطلاق رصاص حي ولكن لا أحد يعرف من أين تأتي الطلقات؟، وبعد أن زاد عدد سكان بولاق إنسحب المسيحيون وذهبوا للإعتصام أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون بعد أن حاول الجيش السيطرة على الموقف وفصل بين الطرفين، ويوجد أمام مبني التليفزيون ما يقرب من 10 آلاف شخص ما بين مسيحي ومسلم وسيدات محجبات واخريات يرتدين النقاب يقفون بجوار المسيحيين ويرفعون شعار "كلنا مصريين .. كلنا إيد واحدة".
الأجمل هو ما حدث في النهاية، فرغم بشاعة المشهد في بدايته إلا أنه المعتصمين أمام ماسبيرو فوجئوا بالعشرات من المسلمين ينضمون إليهم ويهتفون "مسلم مسيحي إيد واحدة .. كلنا مصريين" وحدث نوع من تطييب الخاطر بين الطرفين، نفس المشهد تكرر بعدها بدقائق مع توافد عدد آخر من المسلمين.
ولكن يبقى السؤال .. إلى متى سنظل هكذا؟ ومن مصلحة من تحترق مصر بهذه الطريقة؟


















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق